إن العلم الحديث قد أثبت أن خيوط العنكبوبت أقوى من الفولاذ
ولا شيء يفوقها قوة سوى الكوارتز المصهور ,ونرى التشكيل
الهندسي الرائع لبيت العنكبوت , ولكن لماذا ذكر الله عزوجل بيت
العنكبوت بأنه بيت وهن أي ضعيف ؟؟
إن الله عزوجل يضرب للناس الأمثال ففي هذه الآية القرآنية قد
تحدث رب العزة عن المشركين الذين يتخذون الأصنام والأوثان
ألهة لهم من دون الله عزوجل وهي لن تنفع ولن تضر فهي
ضعيفة لن تحمي صاحبها كما لم يحمي العنكبوت بيته ,فنجده
إذا هبت رياح أو أمطار يترك بيته ويختبى في ثقب في شجرة
أو غيره لأنه يعلم يقينا أن بيته لن يحميه لأنه ضعيف.
وعندما تتأمل القرآن الكريم تجد أن الله عزوجل لم يذكر كلمة
خيط العنكبوت بل ذكر البيت وفي هذا كلام كثير من علماء
الطبيعة,فقد توصل علماء الطبيعة إلى أن الذي يقوم ببناء
بيت العنكبوت هي الأنثى ولذلك جاء الحديث عن الأنثى(
كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا) فهي تنسج الخيوط بنفسها من
خيوط تنتجها هي بخلاف باقي الحشرات التي قد تتخذ الجبال
أو الأشجار أو بناء الاعشاش وغيرها بيوتا لها .
وتوصلوا أيضا إلى الحياة الأسرية داخل هذا البيت ,فإن
الأنثى حين يُلقحها الذكر تقوم بإفتراسه,وعندما يفقس بيض
صغارها يخرجون ويتصارعون من أجل الطعام فيأكلوا بعضهم
بعضا وفي كثير من الأحيان تفترس الأم صغارها وهكذا هي
حياتهم,فبيت العنكبوت بعيد عن المعنى المفهوم لكل الكائنات
فهو بيت ليس به مودة ولا رحمة ولا أمان بل البقاء فيه للأقوى .
ولذلك عندما نقف على تفسير هذه الاية في حق المشركين
أنهم اتخذوا أوثانا ألهة حتى تنفعهم لكنها لا تملك النفع لنفسها
كبيت العنكبوت المفكك من الداخل والذي لا يحمي من يسكنه
من الخارج أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق